متى يشرب الرضيع الماء.. إليك كل ما تودين معرفته

متى يشرب الرضيع الماء..لاشك بأنّ الماء هو حاجة أساسية لأجسامنا، ومن الطبيعي أن نعتقد بضرورة أن يشرب الرضع الماء أيضًا.

إلا أنّ ذلك غير دقيق حقيقةً، فجسم الرضيع يحتاج إلى الترطيب ولكن ليس من خلال الماء العادي H2O، وإنّما يتم ذلك بشكل أساسي عبر حليب الأم والحليب الصناعي.

وذلك عندما يقل عمر الرضيع عن ستة أشهر، وسنتحدث في هذا المقال أكثر عن هذا الموضوع.

متى يشرب الرضيع الماء؟

بعد تجاوز الطفل لعمر لـ 6 أشهر يمكن أن يشرب الرضيع الماء بكميات قليلة. وذلك بعد غلي هذا الماء وتبريده، مع الانتباه إلى ضرورة بقاء حليب الأم أو الحليب الصناعي هو المشروب الأساسي لديه.

وإذا كان الطفل قد بدأ بتناول الأطعمة الصلبة، يمكن للأم أن تسمح ببعض رشفات من الماء. وذلك لمنع حدوث الإمساك الناتج عن تزايد حجم البراز.

وبعد أن يتجاوز طفلك عمر ال 12 شهرًا يسمح له بشرب الماء في كوب بما يتناسب مع حاجته، ودون الحاجة إلى غلي الماء ومن ثم تبريده.

قد يهمك أيضاً: أسباب النهجان عند الأطفال ومتى يجب أن تذهب إلى الطبيب؟

أسباب خطورة شرب الرضيع الماء

 

أسباب غذائية

يمتلك الأطفال بطونًا صغيرة لا تتجاوز سعتها 10 مل، وهو الأمر الذي يقع خلف طلب طفلك لعدة رضعات يوميًا، إذ أنّ ما يملأ معدته غير كافٍ له.

مما يدفعه إلى طلب المزيد بعد تفريغها، ولذا فإنّ ملء معدة طفلك بكميات المياه التي لا يحتاجها، سوف تمنع حاجته للحليب الضروري لتأمين الفيتامينات والمعادن والعناصر الهامة لصحته.

في حين تكفي نسبة المياه الموجودة في حليب الأم أو الحليب الصناعي لإعطاء حاجته من الترطيب اللازم له يوميًا.

وبعد تجاوز طفلك ال 6 أشهر وحتى عمر السنة، يمكنك إعطاؤه رشفات محدودة من المياه، حيث تزداد سعة معدته بعد النمو إلى حوالي 150 مل.

تسمم المياه

إنّ هذا لا يعني بالتأكيد أنّ الماء هو مادة سامة، وإنّما شرب كميات كبيرة للغاية منه بالنسبة للشخص البالغ، سوف يجعل الكلى غير قادرة على التعامل مع هذه الكمية.

وبالتالي ستهمل الكلى على طرد الماء الزائد في مجرى الدم، وهذا يعني بطبيعة الحال تقليل تركيز الالكتروليتات المهمة الموجودة في الدم بما فيها الصوديوم. الأمر الذي سوف يشكل خطورة كبيرة على صحة الشخص

ونحن هنا في خضم الحديث عن شخص بالغ، فما بالك في حال كنا نتحدث عن طفل رضيع دون الستة الأشهر، ليس لديه كليتين متطورتين بشكل كامل.

مما يجعلهما غير قادرتين على تحمل كميات المياه الزائدة، حتى ولو كانت ضمن نسب معتدلة، حيث سيتسبب ذلك في نقص صوديوم الدم لدى الرضيع.

الأمر الذي قد يؤدي إلى تورم في المخ أو الموت في بعض الحالات، إذ أنّ دماغ الطفل في هذه المرحلة لا يزال في طور النمو مما يجعله أكثر عرضة للإصابة بالتورم من دماغ البالغ.

قد يهمك أيضاً: مراحل نمو الرضيع وتطوره من ولادته حتى يتم عامه الأول

تعويض الفاقد المائي في الطقس الحار

الطفل دون عمر ال 6 أشهر يشعر بحرارة الجو كما البالغين، وفي هذه الحالة من المفيد تقديم عدد أكبر من الرضعات للطفل وفق نصائح الطبيب.

كما يمكن للأم أن تساعد طفلها على تعويض الفاقد المائي، عبر قيامها بشرب كميات كافية من المياء، الأمر الذي سيغني حليب الثدي بطبيعة الحال.

كيفية التعامل مع الحمى في هذا السن

من المهم للغاية أن يحصل طفلك على كمية كافية من السوائل خلال فترة إصابته بالحمى. فإذا كان عمر الطفل يقل عن 6 أشهر قومي بزيادة عدد الرضعات سواء الطبيعية أو الصناعية.

ولا تقومي بتقديم الماء له إلا بعد استشارة الطبيب، أما في حال كان عمره يفوق 6 أشهر، يمكنك إدخال كميات قليلة من الماء بين الوجبات. ولكن احرصي على أن يكون تعويض الفاقد من خلال الرضاعة بشكل أساسي.

شرب الأطفال للماء فوق سن 12 شهر

يزداد نشاط الطفل وحركته مع تجاوزه لعمر السنة. كما ويرافق ذلك انخفاض في كمية الحليب المعتادة التي يتناولها، حيث سيتم إدخال وجبات جديدة ومتنوعة على نظامه الغذائي.

عدا عن اتباعه نظامًا روتينيًا يتضمن الفطور والغداء والعشاء. وكل ذلك سيزيد من كميات المياه التي يحتاجها، وفي هذه المرحلة يمكنه أن يحصل يوميًا على كوب واحد من الماء (بقياس 8 أونصة).

حيث تزداد هذه الكمية مع تقدمه بالعمر بشكل متتالي. بمعنى انّه يمكنه في عمر العامين الحصول على كوبين من الماء يوميًا، في حين يستطيع في عمر 3 أعوام أن يحصل يوميًا على ثلاثة أكواب من الماء، وهكذا…

قد يهمك أيضاً: مضاد حيوي للاطفال بالفراولة وقائمة بأهم المضادات العلاجية الحيوية

نصائح لضمان الترطيب الكافي للطفل

 

عندما يتجاوز طفلك عامه الأول، يمكنك أن تشجعيه على شرب حاجته اليومية من الماء، من خلال عرض الماء عليه.

حيث سيعرف الطفل الكميات التي يحتاجها، وفي حال واجهتك مشاكل في ذلك يمكنك اتباع النصائح التالية:

تشجيع الرشفات الصغيرة والمتكررة من الماء

من المفيد بين الحين والآخر تقديم كميات صغيرة من الماء خلال اليوم. أو تقديم البعض من عصير الفواكه النقية والابتعاد عن العصائر المحلاة، مع تجنب الاكثار من ذلك تجنبًا لامتلاء معدته بالسوائل. الأمر الذ سيمنعه من تناول وجباته اليومية بمقادير كافية.

العمل على جذب الطفل للماء

فعادةً ما ينجذب الأطفال إلى الأكواب الملونة. والتي تحمل رسومات أو أشكال معينة.

لذا احرصي على شراء مثل هذه الأشياء لطفلك، فهي ستجعله أكثر إقبالًا وتحمسًا على شرب الماء.

انتبهي إلى نشاط طفلك وحالة الطقس

ينشغل الأطفال باللعب والاستكشاف، الأمر الذي يعيق قدرتهم على التحسس للخطر.

أو القددرة على تنظيم درجة حرارة الجسم كما هو الحال عند البالغين أمثالنا، لذا احرصي على تشجيع طفلك على شرب الماء بعد الأنشطة، وأثناء الجو الحار.

تقديم أطعمة غنية بالمياه

فالأم هي المسؤولة عن إعداد الطعام لطفلها، لذا يجب عليها أن تستغل هذه النقطة لإدخال وجبات غنية بالماء في نظامه الغذائي.

كأن تحرص مثلًا على صنع الحساء، وتقديم بعض أصناف الفواكه الغنية بالماء كما هو الحال بالنسبة للبرتقال والعنب والبطيخ وغيرها.

قد يهمك أيضاً: حركات الرضيع الغير طبيعية التي تستدعي مراجعة الطبيب

نصائح للأمهات

• لا تحاولي إضافة كميات زائدة من الماء إلى تركيبة الحليب الصناعي، لإمداد طفلك بكمية أكبر من السوائل. إذ أنّ ذلك سيقلل من العناصر الغذائية التي سيحصل عليها الصغير من وجبته. والذي سينعكس بدوره على تباطؤ نمو، واختلال توازن الكهارل. وقد يصاب بنوبات في بعض الحالات، لذلك عليك اتباع الإرشادات الواردة على علبة المنتج في هذا الخصوص.
• قد تكون المياه القادمة من الصنبور غير نظيفة بما فيه الكفاية، حيث تكون أجسام أطفالنا حساسة تجاه أي نوع من الجراثيم. لذلك يفضل أن تقومي بغلي الماء لمدة دقيقة ومن ثم تركه ليبرد في درجة حرارة الغرفة لمدة 30 دقيقة. قبل القيام بخلطه بالحليب المجفف للأطفال دون عمر ال 6 أشهر. أو تقديم الماء لهم بعد هذا العمر.
• إنّ تقديم عصائر الفاكهة قد يكون مصدرًا رائعًا للعناصر الغذائية، إلا أنّه حقيقةً يزيد من خطر تسوس الأسنان لديهم نتيجة نسبة السكريات التي يحتويها. لذا إن أردت إعطاء العصائر لطفلك بعد عمر السنة، يجب أن تقومي بتخفيفه بمقدار جزء من العصير إلى 10 أجزاء من الماء. ويفضل إعطاؤها في وقت الوجبات وليس بينها لتقليل خطر التسوس. وبعد عمر 5 سنوات يمكنك إعطاء العصير لطفلك بما لا يتجاوز كوب واحد يوميًا.