تبدي الأم قلقها عند ولادة ابنها المصاب بمتلازمة داون، وقد يخطر لها مجموعة من الأسئلة من بينها: هل يبكي طفل متلازمة داون؟ باعتباره طفل مميز لديها كما أنّ تصرفاته مختلفة عن أقرانه. وسنحاول في هذا المقال الإجابة عن هذا السؤال، وإعطاء معلومات أوسع عن مرضى متلازمة داون.
هل يبكي طفل متلازمة داون
قد يعتقد الكثير من الأشخاص أنّ عدم بكاء الطفل عند الولادة، قد يكون سببه الإصابة بمتلازمة داون، إلا أنّ ذلك غير صحيح حقيقةً،.
فأطفال متلازمة داون هم كسائر الأطفال يبكون ويضحكون، ولكن مع بعض الاختلافات عن الأطفال العاديين.
وبالرغم من اعتقاد البعض أنّ أطفال متلازمة داون دائمي الابتسام، إلا أنّهم يشعرون بكل ما يشعر به الأطفال الآخرون، فهم يفرحون ويغضبون ويحزنون وكذلك يبكون. ولكنّ بكاؤهم يكون بصوت ضعيف، سببه ضعف الحبال الصوتية عند هؤلاء الأطفال.
قد يهمك أيضاً: حركات الرضيع الغير طبيعية التي تستدعي مراجعة الطبيب
أعراض متلازمة داون
السمات الجسدية للمصابين بمتلازمة داون
على الرغم من كون هذه السمات لا تنطبق بشكل كامل على جميع مرضى متلازمة داون، إلا أنّها تشكل نسبة عظمى منهم، ومن بينها:
- يمتاز هؤلاء بوجه مسطح، وآذان صغيرة منثنية قليلًا من الأعلى، كما يلاحظ خروج بسيط لألسنتهم خارج الفم، مع وجود بقع بيضاء ضمن الجزء الملون من أعينهم، والتي تكون ذات أشكال لوزية.
- عادةً ما يكون لديهم أيادي وأقدام صغيرة، ذات أصابع قصيرة، ينحني فيها الخنصر باتجاه الإبهام.
- من الممكن أن يكون لدى مرضى متلازمة داون مفاصل فضفاضة ومرنة، ورأس صغير مع رقبة قصيرة، وتوتر عضلي منخفض.
- ينمو أطفال متلازمة داون بشكل أبطأ من أقرانهم العاديين، فضلًا عن عضلاتهم الأكثر مرونة، الأمر الذي يجعل من الصعب عليهم رفع رؤوسهم بشكل صحيح، وقد تؤثر هذه الحالة أيضًا على قدرتهم في مص الحليب، مما يؤثر على أوزانهم، إلا أنّ ذلك غالبًا ما يتحسن مع مرور الوقت
الأعراض العقلية
لاشك بأنّ أطفال متلازمة داون يعانون من مشكلة في مهارات التواصل مع الآخرين، وذو قدرة أقل على الفهم والتفكير ممن سواهم.
الأمر الذي يجعلهم يتأخرون في المشي والحديث عن أقرانهم، وقد يحتاجون وقت أطول من التدريب حتى يتعلموا ارتداء ملابسهم، والدخول إلى الحمام بمفردهم.
وكونهم يعانون من صعوبة في التعامل مع الإحباط والتواصل مع الآخرين، فهم يعانون من مشاكل سلوكية تجعلهم أقل انتباهًا من غيرهم.
وبعد البلوغ يستطيع بعضهم اتخاذ القرارات العادية في حياته وارتياد الكلية التي يريدها، إلا أنّ بعضهم الآخر يحتاج إلى المزيد من العناية. وخاصةً في القرارات المعقدة كالتي تخص إدارة أمواله أو غير ذلك.
قد يهمك أيضاً: أسباب النهجان عند الأطفال ومتى يجب أن تذهب إلى الطبيب؟
الظروف الصحية
قد يعاني المصابون بمتلازمة داون من بعض المشاكل الصحية، من بينها:
- يعاني الكثير منهم من تراكم السوائل في الأذنين، الأمر الذي يتسبب بمشاكل سمعية، قد يكون نهايتها الإصابة بفقدان السمع.
- للأسف ما يقارب 50% من الأطفال المصابين بمتلازمة داون، يعانون من مشكلة في شكل القلب لديهم وآلية عمله.
- هناك حالة أخرى قد تحدث خلال النوم، حيث يتوقف فيها التنفس عدة مرات ويعود من جديد، وهي تعتبر من الحالات القابلة للعلاج.
- حوالي نصف الأشخاص المصابين بمتلازمة داون، يعانون من مشاكل في الرؤية.
- لمرضى متلازمة داون فرصة أكبر للإصابة بنقص الحديد، وفقر الدم.
- قد يعانون بعد سن الخمسين من ضعف الذاكرة والمهارات العقلية.
- يعاني المصابون بمتلازمة داون بضعف جهازهم المناعي، وقد يكون لديهم مشاكل في الغدة الدرقية، فضلًا عن زيادة الوزن والمشاكل الجلدية.
أنواع متلازمة داون
- التثلث الصبغي 21: وهو النوع الأكثر شيوعًا من متلازمة داون، حيث يكون للطفل ثلاث نسخ من الكروموسوم 21 في كل خلية، في حين أنّ العدد الطبيعي هو نسختين فقط.
- الإزفاء الصبغي: ويشكل هذا النوع من الحالات حوالي 4%، والتي يكون فيها كمية إضافية من كروموسوم 21 مرتبطة بصبغي آخر.
- الفسيفساء الجينية: وتحتوي بعض الخلايا في هذه الحالة على 47 كروموسوم. وفي حين يكون العدد الطبيعي هو 46 كروموسوم، حيث تعود هذه الزيادة إلى الكروموسوم 21.
طرق معرفة إصابة الطفل بمتلازمة داون
يمكن للطبيب تحديد إمكانية الإصابة بمتلازمة داون عبر مايلي:
قبل الولادة
حيث يجري الأطباء مجموعة من الاختبارات، والتي تشمل اختبارات التصوير بالموجات فوق الصوتية واختبارات الدم، إذ تشير بعض هذه الفحوصات إلى وجود علامات لمتلازمة داون.
كما يعمد الطبيب إلى إخراج عينة من السائل المحيط بالطفل، وهو ما يدعى ببزل السلى للبحث عن الكروموسومات غير العادية. كما يمكن أن يزيل عينة من المشيمة، لفحصها والتأكد منها.
عند الولادة
يلجأ الطبيب إلى إجراء فحص دم يدعى بالنمط النووي لدراسته تحت المجهر، والبحث عن احتمالية وجود كمية زائدة من الكروموسوم 21.
قد يهمك أيضًا: مخاطر الولادة في الاسبوع 33 وكيفية العناية بالطفل حتى يصبح جاهزاً لمواجهة العالم بمفرده
علاج المصابين بمتلازمة داون
تختلف طريقة العلاج في حالات متلازمة داون من طفل لآخر، حيث يختلف هؤلاء بقدراتهم الجسدية والفكرية، مما يجعلهم بحاجة إلى أنواع مختلفة من الرعاية.
ويمكن القول أن الفريق الأول الذي يعنى بهم يكون عادةً مجموعة من الأطباء، والمعلمين، والمعالجيين الفيزيائيين، إضافةً إلى معالجي النطق والأخصائيين الاجتماعيين.
وهناك العديد من الحالات التي يحتاج فيها أطفال متلازمة داون، إلى رعاية صحية مباشرة بعد الولادة.
نظرًا لاحتمالية إصابتهم بالعديد من الأمراض، التي تستدعي أحيانًا استمرارية العلاج إلى مرحلة المراهقة.
وحتى بعد البلوغ في بعض الحالات، وهناك مجموعة من الإجراءات المساعدة في حالة متلازمة داون وهي:
التدخل المبكر والعلاج التربوي
ويتم ذلك من خلال العناية بالأطفال منذ ولادتهم، من ناحية تأمين المعالجيين والمهنيين المختصين لهم.
إضافةً إلى كوادر توعوية للأهل، لتعريفهم أكثر على هذه الحالة وكيفية التعامل معها.
كما أنّ هناك مجموعة متنوعة من العلاجات التي تعمل على تعزيز التطور والاستقلالية عند هؤلاء الأطفال من ضمنها:
- العلاج الطبيعي: وهو الذي يتم من خلال مجموعة من الأنشطة والتمارين. التي تهدف إلى تطوير قدرات الطفل الحركية. التي تعتبر أساسية لاكتساب المهارات الأخرى بما فيها تعلم الانقلاب والزحف والتوازن، وزيادة قوة العضلات.
- علاج النطق: فغالبًا ما يتأخر أطفال متلازمة داون بالحديث مقارنةً بأقرانهم. على الرغم من أنّهم يحاولون التكلم بجهد، لذلك يساعد معالج النطق هؤلاء الأطفال بدايةً على استخدام لغة الإشارة. مع تحسين مهارات الاتصال، واستخدام اللغة بشكل فعال. كما ويسعى هؤلاء إلى تطوير ذلك مستقبلًا، لمساعدة المصابين بمتلازمة داون على القراءة والفهم.
- العلاج المهني: ويعمل هذا النوع من العلاج على مساعدة الأطفال في تحسين أدائهم اليومي، من خلال تطوير مهاراتهم الذاتية، كالقدرة على تناول الطعام وارتداء الملابس دون الحاجة إلى المساعدة. كما يساعد هذا العلاج المراهقين في مراحل متقدمة في تحديد اهتماماتهم، ونقاط قوتهم.
- العلاج العاطفي والسلوكي: حيث يحاول المعالج فهم سبب التصرفات الغريبة للأطفال المصابين بمتلازمة داون. والتي قد تشمل اضطرابات نقص الانتباه وفرط الحركة، وغيرها من المواقف الأخرى الناتجة عن شعورهم بالإحباط نتيجة ضعف قدرتهم على التواصل. حيث يقومون بوضع خطط لتجنب هذه المواقف، ومساعدة الطفل على التعامل مع عواطفه. كما يمكن للمعالجين مساعدة المراهقين على تعلم الهدوء، والتوقف عن التصرفات العدوانية. وإرشاد الآباء إلى كيفية التعامل معهم في هذه المرحلة الحساسة من عمرهم.
الأدوية والمكملات الغذائية
تم حديثًا تطوير عدة عقاقير مؤثرة على نشاط الدماغ لمصابي متلازمة داون، إلا أنّها تفتقد للدراسات الداعمة لمدى سلامتها وفعاليتها. كما لم تستطع الأبحاث أن تظهر نتائج واضحة حول هذه الأدوية. وقد أظهرت المكملات الغذائية المضادة للخرف والتي يتم وصفها لمرضى متلازمة داون، إلى كونها آمنة الاستخدام. إلا أنّها لم تحقق النتائج المرجوة منها.
قد يهمك أيضاً: مضاد حيوي للاطفال بالفراولة وقائمة بأهم المضادات العلاجية الحيوية
التعليقات مغلقة.